جامعة خليفة وتمور البركة تتعاونان لدعم بحوث الاستفادة من خلاصة زيت نوى التمر واستخداماته

أعلنت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا ومصنع تمور البركة، الشركة الرائدة في تعبئة التمور ومعالجتها بالإمارات عن إبرام اتفاقية للتعاون لدعم أنشطة البحث والتطوير والمشروعات الصناعية من خلال التركيز على خلاصة زيت نوى التمر والمجالات المتعلقة به. حيث ستساهم الشراكة بين الجانبين على تعزيز الاستفادة من الابتكارات البحثية والعلمية الرائدة التي تُجريها جامعة خليفة، بالإضافة إلى الحضور الذي يتمتع به مصنع تمور البركة في الأسواق العالمية، في إحداث نقلة نوعية في صناعة التمور بالإمارات.

 

وقع الأستاذ الدكتور السير جون أورايلي، رئيس جامعة خليفة، ويوسف سليم، مدير عام مصنع تمور البركة على مذكرة تفاهم بين الجانبين في الحرم الرئيس بجامعة خليفة بحضور سعادة حميد الشمري، نائب رئيس مجلس أمناء جامعة خليفة وأعضاء الهيئة الإدارية في الجامعة.

 

وقال الدكتور السير جون أورايلي، رئيس جامعة خليفة: "يمثل التعاون بين جامعة خليفة ومصنع تمور البركة خطوة هامة إلى الأمام في التأكيد على التزامنا بالحلول المستدامة والمُبتَكَرَة في صناعة التمور، كما نهدف إلى تشجيع الابتكار وإحداث تأثير إيجابي في المجال وبحث إمكانية إيجاد طرق جديدة للمساهمة في تحقيق النمو المستدام بالإمارات، من خلال الجمع بين الخبرات البحثية التي تمتلكها جامعة خليفة وسجل الإنجازات الذي يمتلكه مصنع تمور البركة".

 

من جهته قال يوسف سليم، المدير العام لمصنع تمور البركة: "تُعد هذه الشراكة مع جامعة خليفة خطوة رائدة لشركة تمور البركة، تدمج البحث الأكاديمي مع التطبيق الصناعي، حيث أننا نهدف من خلالها إلى تطوير عملية استخلاص زيت نوى التمر، وجعلها أكثر كفاءة واستدامة، وبالتالي فتح أسواق وتطبيقات جديدة لهذا المورد الثمين، كما أننا متحمسون لرؤية ثمار هذا التعاون، الذي سيعود بالنفع على دولة الإمارات وصناعة التمور العالمية أيضًا.

 

يعالج مصنع تمور البركة ما يزيد عن 85,000 طن من التمور ومنتجاتها سنويًا، أي ما يعادل نصف محصول التمر المحلي في الإمارات تقريبًا، ليساهم بذلك في نمو قطاع الأغذية والزراعة بالدولة. يدعم المصنع أيضًا الجهود العالمية الرامية إلى إزالة الكربون باستخدام أكثر من 6500 لوح شمسي في منشأته المستدامة موازنًا بذلك 3000 طن من الانبعاثات الضارة سنويًا.

 

وقد انخرطت جامعة خليفة بشكل نشط في اكتشاف وسائل مُبتَكَرَة للاستفادة أكثر من إمكانيات نوى التمر واستغلال فوائده العديدة، كما نجح الباحثون في جامعة خليفة على مر السنوات، في تطوير عمليات مختلفة يمكنها تحويل مخلفات النخيل إلى منتجات قيِّمة. ويُعَد ابتكار مادة غير تقليدية تجمع بين الغرافين والرمل واحدًا من أهم الإنجازات التي تمخضت عنها هذه البحوث، فقد أثبتت هذه المادة المُهجَّنَة كفاءتها العالية في امتصاص المُلوِّثات من المخلفات الصناعية، وأن تجعل منها حلًا صديقًا للبيئة لتنقية مياه الصرف. حيث تتجاوز قدرة هذه المادة المُهجَّنَة على الامتصاص، قدرات المواد الماصّة الأخرى المشتقة من الغرافين، وتجعلها خيارًا يتسم بالكفاءة والقابلية للقياس والتطوير.

 

ومن جهة أخرى، قطع فريق بجامعة خليفة خطوات كبيرة في مشروع بحثي آخر. حيث طور أعضاء الفريق أقطابًا كهربائية تتيح طريقة مستدامة لغرض التعافي المستدام وإعادة استخدام الأيونات الفلزية المتوفرة في مياه الصرف الناجمة عن صناعة التعدين، من خلال المزج بين الكربون المُستَحَث المشتَق من نوى التمر ومركب يحتوي على النيتروجين يُسمَّى البوليانيلين. وتوظف هذه العملية التقنية المُبتَكَرَة المعروفة باسم إزالة الأيونات بالسعة.

 

يُذكر أن جامعة خليفة قد أحرزت تقدمًا هائلًا في إنتاج الأقطاب الكهربائية والعوامل الحفَّازة باستخدام الكربون المُستَحَث المشتَق من نوى التمر، وتُعد هذه الأقطاب ضرورية في عملية تحويل الزيت الحيوي إلى وقود مفيد ومنتجات أخرى ذات قيمة مُضافة، كما يُظهِر هذا البحث المُبتَكَر إمكانية تحويل المخلفات إلى موارد قيِّمة، وبالتالي يُسهم في تحقيق مستقبل أكثر استدامة.

ترجمة: سيد صالح